Tammam Tamimi Admin
العمر : 31 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 28/03/2009
| موضوع: مقدمه عن الفصاحة والبلاغه لاتفوتك الثلاثاء أبريل 07, 2009 2:50 am | |
| السلام عليكم مـقـدمـة عـن الفصـاحـة والبـلاغـة:-كانت مصطلحات الفصاحة والبلاغة والبيان والبديع والنظم عند المتقدمين وخاصة عند شيخهم الجرجاني مترادفة. يعد السكاكي هو أول من أفردها وفرق بين هذه المصطلحات في كتابه "المفتاح" وذلك عندما تكلم عن علمي البيان والمعاني ثم ذيل ذلك بكلام عن البلاغة والفصاحة. ولكن الذي أصَّل ذلك وقرره هو أبو سليمان الخفاجي المتوفى سنة466هجرية في كتابه "سر الفصاحة", فقد تكلم عن الفصاحة وضوابطها وشروطها وغير ذلك. يعد بدر الدين بن مالك هو من نقل الكلام عن الفصاحة والبلاغة من ذيل المعاني والبيان إلى مقدمة علمي البيان والمعاني والبديع وسار على منواله الخطيب القزويني في كتابيه "تلخيص المفتاح" و"الإيضاح" واستقر الوضع على ذلك.
[size=25]مقـدمـة كتـاب البـلاغـة الـواضحـة:- عنوان المقدمة هو {الفصاحة-البلاغة-الأسلوب} وذلك يعد تجديدا لأن عادة ما يُعَنْوِن البلاغيون بالفصاحة والبلاغة فقط ويبدو أنهما أرادا أن من برع في الفصاحة والبلاغة سينتج عن ذلك أسلوب رائع يمكن أن يصنف بحسب تخصص الكاتب. المؤلف "الفصاحة: الظهور و البيان, تقول أفصح الصبح إذا ظهر" معنى الفصاحة في اللغة: الظهور والانكشاف والنصاعة والبيان والوضوح. قال العرب: أفصح الصبح إذا بان وظهر من الليل. أفصح الطفل إذا أبان عن حاجته بلغة مفهومة. أفصح الأعجمي إذا تخلص من رطانته الأعجمية. واللبن فصيح إذا كانت طبقته ظاهره وزالت عنه الرغوة التي تعلوه عند حلبه وأصبح جلياً. فالفصاحة تعني الخلوص من الشوائب و الوضوح. المؤلف "والكلام الفصيح ما كان واضح المعنى سهل اللفظ جيد السبك, ولهذا وجب أن تكون كل كلمة فيه جارية على القياس الصرفي, بينة في معناها, مفهومة عذبة سلسة" الكلام الفصيح هو ما كان واضح المعنى ليس فيه غموض, سهل اللفظ ليس فيه صعوبة ولا ثقل, جيد السبك ليس مفككاً ولا قلقاً ولا غير واضح الدلالة.
شـروط الكلمـة الفصيحــة:- الشرط الأول: جارية على الميزان والقياس الصرفي. فمخالفة القياس الثابت عن العرب في الميزان الصرفي الذي حدده النحاة والصرفيون يعد قدحاً في الفصاحة, فيجب أن تكون الكلمة معناها واضحاً ودالاً ولا تكون مخالفة للقياس الصرفي مثل:- فك الإدغام في الحرفين المتماثلين. - مثال1: رد (من فك الحرفين المتماثلين وهما الدال يقول) ردد. عد (من فك الحرفين المتماثلين وهما الدال يقول) عدد. كد (من فك الحرفين المتماثلين وهما الدال يقول) كدد. مثال2: قول أبي النجم "الحمد لله العلي الأجلـل" فكان عليه أن يقول "العلي الأجل" مثال 3: قول الشاعر مهلا أعادل قد جربت للخلق # أني أجود لأقوام وإن ظننوا هنا الشاعر فك إدغام حرفي النون وقياسه أن يقول "وإن ظنوا". المؤلف" وإنما تكون الكلمة كذلك إذا كانت مألوفة الاستعمال بين النابهين من الكتاب والشعراء, لأنها لم تتداولها ألسنتهم, ولم تجر بها أقلامهم إلا لمكانها من الحسن بإستكمالها جميع ما تقدم من نعوت الجودة وصفات الجمال" الشرط الثاني: خالية من الغرابة عند العرب الفصحاء. ولا تعد غربة العوام للكلمة ميزاناً دقيقاً, وإنما تكون مألوفة الاستعمال عند المتخصصين والنبهاء والكتاب العرب الذين حذقوا العربية, واستعمال بعض الكلمات المهجورة التي لا توجد إلا في القواميس يعد قدحاً وغرابة ونوعاً من الغموض. مثال1: كلمة تكأكأ وهي تعني تجمعتم في قوله "مالكم تكأكأتم عليَّ كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا عني" وكلمة افرنقعوا تعني بتعدوا. مبحث: هل غريب القرآن والسنة يعد غريباً؟ لا غرابة في ألفاظ القرآن و السنة لأن القرآن يتلى ليلاً ونهاراً وغرائبه تذهب من خلال التلاوة والاستماع وتتكشف من خلال كتب التفسير فتصبح ألفاظه متداولة بين العلماء وطلاب العلم وكذلك بالنسبة للسنة وما كان غريباً فهو غريبٌ على العوام الذين لا يعتد بقياسهم في الغرابة. المؤلف"والذوق السليم هو العمدة في معرفة حسن الكلمات وسلاستها" إلى قول المؤلف "وأمثال ذلك كثير في مفردات اللغة تستطيع أن تدركه بذوقك"الشرط الثالث: خالية من تنافر الحروف. الذوق مبني على صحة سلامة العربية والذوق يرفع الغربة والكلمة لكي تكون مستساغة يجب أن تكون خالية من تنافر الحروف. مثال1: قد يكون تنافر الحروف بسبب بعد مخرج حروف الكلمة كأن يكون حرف مخرجه شفويا والآخر من الحلق مثل كلمة "بعاق" تطلق على المطر فالباء مخرجه من الشفة والعين من الحلق. مثال2: قد يكون تنافر الحروف بسبب تقارب مخرج حروف الكلمة مثل كلمة "الهعخع" وهو نبت تتضرر منه الإبل, فالهاء والعين والخاء كلها حلقية فأورث الكلمة ثقلاً وعسراً. كذلك أخذوا على امرئ القيس في قوله: غدائرها مستشزرات إلى العلا # تضل العقاص في مثنى ومرسل امرؤ القيس يصف شعر صاحبته أنه غزير وخصاله بعضه منخفض وبعضه مرتفع, فكلمة مستشزرات ثقيلة وتعني مرتفعات. لكن بعض المعاصرين ومنهم الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه "البلاغة العربية في ثوبها الجديد" قال أنه وُفِّق في اختياره لهذه الكلمة وعدها تفنناً ونجاحاً لأن عند نطق الكلمة يرتفع اللسان وينخفض فيصور شعر المرأة في ارتفاعه وانخفاضه. وعلى ذلك فالذوق السليم هو العمدة بدليل أنه في الذكر الحكيم بعض الكلمات تقاربت حروفها ومع ذلك هي فصيحة وبينة ودالة ومن أمثلة ذلك :- 1-مثل قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَبَنِيَ آدَمَ أَن لاّ تَعْبُدُواْ الشّيطَانَ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ) [سورة: يس - الأية: 60]. فكلمة أعهد حروفه الهمزة والعين والهاء كلها حلقية. 2-كذلك قوله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدّنْيَا مِنَ الآخرة فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا فِي الآخرة إِلاّ قَلِيلٌ) [سورة: التوبة - الأية: 38] فكلمة "اثّاقَلْتُمْ" تصور تثاقل القوم و تباطؤهم. 3- قوله تعالى: (قَالَ يَقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيّنَةٍ مّن رّبّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مّنْ عِندِهِ فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) [سورة: هود - الأية: 28]كلمة " أَنُلْزِمُكُمُوهَا " فيها ثقل لكنه يعبر عما هم فيه من ثقل وشدة. المرد في هذا هو الذوق ومقام الحال الذي استخدمت فيه الكلمة فإذا استدعى المقام هذه الكلمة بحيث لا يسد غيرها مكانها كان صاحبها موفقاً وهذا مقتضى البلاغة. [/size] __________________ قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ لاتنسوني من الردود | |
|