مقدمه عن علم الجغرافياء

تعريف علم الجغرافيا :
من المعلوم أن علم الجغرافيا يعنى بدراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته الطبيعية أى الأرض، وهو ينقسم إلى فرعين أساسيين هما الجغرافية الطبيعية والجغرافية البشرية
وتؤثر البيئة الطبيعية فى الانسان الذى يعيش فيها ، كما يؤثر الإنسان كذلك فى بيئته الجغرافية ..
تعريف علم الجغرافية الطبيعية:
تهتم الجغرافيا الطبيعية بدراسة البيئة الطبيعية لكوكب الأرض، وتتناول جميع الظاهرات الجغرافية التى خلقها الله سبحانه وتعالى وليس للإنسان أى دور فى نشأتها، وتختص بدراسة الأغلفة الأربعة للكرة الأرضية، وهى الغلاف الصخرى، والغلاف الجوى ، والغلاف المائى، والغلاف الحيوى.
وتختص الجغرافية الطبيعية بدراسة خصائص هذه الأغلفة والعلاقات التبادلية فيما بينها، وتأثيرها على سطح الأرض بوصفه موطناً للإنسان بأسلوب علمي يعتمد على الملاحظة والوصف والشرح والتحليل لظاهرات هذا السطح وتوزيعها، واستنتاج أوجه العلاقات القائمة بينها وبين الإنسان فى البيئات المختلفة.

وتنقسم الجغرافية الطبيعية إلى الفروع الستة الآتية : الجغرافية الفلكية، جغرافية السطح أو التضاريس، الجغرافية المناخية، أشكال سطح الأرض أو الجيومورفولوجيا، جغرافية البحار والمحيطات، والجغرافية الحيوية .. وكل فرع منها يرتبط إرتباطا وثيقا بأحد أغلفة كوكب الأرض.



1- الجغرافية الفلكية


يهتم هذا الفرع بدراسة الأجرام الفلكية في الكون ومدى تأثيرها على الإنسان في حياته اليومية ، فكثيراً من الظاهرات الفلكية تؤثر على حياة الإنسان تأثيراً مباشراً ، مثل تعاقب الليل والنهار ، وتعاقب الفصول الأربعة ، وظاهرة المد والجزر ، تحديد بدايات الشهور القمرية ، وتحديد مواقيت الصلاة والصوم والحج ... وغيرها .
موضوعات الدراسة :
أولاً : الأجرام الفلكية.
ثانياً : المجموعة الشمسية.
(أ) الشمس. (ب) كواكب المجموعة الشمسية.
(ج) الكويكبات والمذنبات والشهب والنيازك.
(د) الأرض والقمر.
ثالثاً : بعض الظاهرات الجغرافية التى تنشأ لأسباب فلكية.



2- جغرافية التضاريس


يهتم هذا العلم بدراسة الغلاف الصخرى وتشمل الكرة الصلبة من كوكب الأرض التى نعيش فوقها .. طبقاتها .. مكوناتها .. الصخور .. حركات القشرة الأرضية وتأثيراتها .. توزيع اليابس والماء .. الزلازل .. البراكين .. الإنكسارات .. الإلتواءات ..الظاهرات التضاريسية الكبرى .. مثل :
الجبال وتصنيفها لأنواعها من حيث النشأة : جبال إنكسارية .. جبال إلتوائية .. جبال بركانية .. وهكذا.
السهول وتصنيفها لأنواعها. - الهضاب ..



3- الجغرافية المناخية


الغلاف الجوى (علم الجغرافية المناخية) :
يدرس طبقات الغلاف الجوى و العناصر الجوية مثل الحرارة .. الضغط الجوى .. الرياح ..السحب- التساقط بصوره المختلفة (أمطار – برد – ثلج – ضباب – شبورة ) .. ويدرس توزيعها الجغرافى وخصائصها .. تصنيف الأرض إلى مجموعة من الأقاليم المناخية.
يتميز الغلاف الجوى بعظم سمكه بالمقارنة بالغلاف الصخرى لقشرة الأرض ، إذ يبلغ متوسط سمك الغلاف الجوى حوالى 200 ميل ، على حين لا يتجاوز سمك الغلاف الصخرى أكثر من 45 ميلاً فى المتوسط . وقد تكون الغلاف الغازى مصاحبا لنشأة كوكب الأرض ذاته ، حيث تسربت إلى الغلاف الجوى لكوكب الأرض كميات كبيرة من الغازات بخار الماء والغبار المنبثق مع المصهورات البركانية ، وتجمعت هذه الغازات حول كوكب الأرض أثناء عملية برودته التدريجية خلال فترات التاريخ الجيولوجى الطويلة .
أى أن المصدر الأساسى للغلاف الجوى هو جوف أو باطن الأرض ذاته لأن الغازات والأبخرة المكونة للغلاف الجوى خرجت من القشرة الأرضية أثناء الثورانات البركانية الأولية ، حينما كانت الأرض أقل استقرارا من وضعها الحالى .
تكون الأكسجين الجوى فى مرحلة متأخرة نتيجة عمليات التثيل الضوئى التى قامت بها الطحالب والنباتات الأولية التى ظهرت على سطح الأرض ، فكانت تستخلص ثانى أكسيد الكربون من الجو وتخرج الأكسجين .
العناصر الحالية للغلاف الجوى :
1-الغازات الأولية التى بقيت فوق القشرة الأرضية ، خلال مراحل تكوينها على شكل نطاق غازى ضخم يغلفها ويحيط بها .
2- الغازات المتسربة من القشرة الأرضية من خلال الشقوق والفواصل والفوالق وخطوط الانكسار وفوهات البراكين والنافورات والفوارات الحارة .

3- الغازات الناجمة عن تعرض المسطحات المائية للتبخر بفعل الإشعاع الشمسى .

4- الأتربة وذرات الغبار الدقيق الحجم العالق بالجو بسبب هبوب الرياح والعواصف المحلية التى تعمل على إثارته وتعلقه بطبقات الغلاف الجوى .

5- الغبار البركانى الدقيق الحجم ، وبقايا مواد الشهب والنيازك التى تحترق في طبقات الجو العليا .

6- الدخان والعوادم التى تتجمع المدن الصناعية الكبرى ، التى تسهم في تلوث العناصر الجوية للمدن الصناعية وارتفاع نسب غازات أول وثانى أكسيد الكربون ، وتآكل طبقة الأوزون ، كما تسهم فى تدهور الأحوال الصحية لسكان هذه المدن ، وفناء الكساء الخضرى حولها .


4- أشكال سطح الأرض


علم أشكال سطح الأرض أو الجيومورفولوجيا (يدرس تأثير كلا من الغلاف الجوى والغلاف المائى على الغلاف الصخرى) : وهو يدرس كيفية تكوين أشكال سطح الأرض وتطورها .. وعمليات التجوية .. وعوامل التعرية .. وتشمل التعرية النهرية .. التعرية الساحلية .. التعرية بالرياح .. التعرية بالجليد .. التعرية بالمياه الجوفية فى المناطق الجيرية الرطبة .
يعد علم الجيومورفولوجيا أحد العلوم الأرضية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين ، وهو يعنى بدراسة أشكال سطح الأرض من ثلاثة جوانب هي :
(أ) وصف الأشكال التضاريسية .
(ب) نشأة الأشكال التضاريسية .
(ج) تطور الأشكال التضاريسية .
وكلمة جيومورفولوجيا Geomorphology تنقسم إلى ثلاثة مقاطع توضح المدلول اللفظي لعنوان هذا العلم في اللغة اليونانية :
المقطع الأول Geo معناه الأرض
المقطع الثاني Morphos معناه الشكل الخارجي
المقطع الثالث Logos معناه العلم
ومن ذلك نتبين أن مجال الدراسة في هذا العلم يتناول الشكل الخارجي للقشرة الأرضية ، وقد يعرف بأنه العلم الذي يدرس تشكيل وأشكال سطح الأرض وتطورها عبر الأزمنة الجيولوجية .
وتعد الأشكال التضاريسية على سطح الأرض نتاج مجموعتين من العوامل إحداهما هى العوامل الباطنية الجوفية ، التي تهدف إلى زيادة تضرس ووعورة سطح الأرض ، والمجموعة الثانية هى العوامل الخارجية أي عمليات التجوية وعوامل التعرية ، التى تهدف إلى تسوية سطح الأرض .



5- جغرافية البحار والمحيطات


الغلاف المائى (جغرافية البحار والمحيطات) : يدرس نشأة المسطحات المائية .. تضاريس قاع المحيط .. خصائص مياه البحار من حيث الملوحة والحرارة والكثافة .. حركة مياه البحار والمحيطات من حيث الأمواج وتيارات المد والجزر والتيارات البحرية ...الكائنات الحية فى البحار ..
مكونات أو عناصر الغلاف المائى :
1-مياه البحار والمحيطات
2-مياه الأنهار دائمة الجريان والموسمية
3-البحيرات المالحة والعذبة
4-الغطاءات الجليدية والأودية الجليدية
5-المياه الجوفية
6-بخار الماء الموجود فى الغلاف الجوى
المصدر الأساسى للغلاف المائى :

تعد المياه الأولية المصدر الأساسى للمياه على سطح الأرض ، وهى خرجت من جوف الأرض مع مكونات البراكين ، فبخار الماء يشكل ما بين 5 إلى 10% من الانبثاقات البركانية .
تكاثف بخار الماء المنبثق فوق سطح الأرض وانساب نحو المقعرات والأحواض التى نشأت عن تجعد قشرة الأرض المصاحب لتصلب سطحها الخارجى وذلك خلال تاريخها الجيولوجى الطويل .



6- الجغرافية الحيوية


الغلاف الحيوى (الجغرافية الحيوية) : يدرس هذا العلم جميع الكائنات الحية فى كوكبنا الأرضى، وتشمل : التربة – النبات الطبيعى – الحيوان الطبيعى . ........
يطلق على الغلاف الحيوى Bio-Sphere تعبير غلاف الحياة لأنه يشتمل على مختلف أنواع الكائنات الحية، التى تعيش على اليابس أو فى مياه المسطحات البحرية أو فى الجو.
وينشأ الغلاف الحيوى فى نطاق متداخل نتيجة التفاعل المتبادل بين ثلاثة أغلفة لكوكبنا الأرضى هى : الغلاف الصخرى (الصلب) والمائى والجوى (الغازى)، ويعيش فى هذا الغلاف الكائنات الحية، وهى تشتمل على كافة صور الحياة، مثل أنواع التربة المختلفة بما تحتويه من مواد عضوية، ونباتات تغطى مساحات واسعة على سطح اليابسة وتشتمل على الغابات والأحراج والأعشاب. وأما فى داخل المسطحات المائية فتوجد الأعشاب البحرية والأحياء المجهرية.
وفي الغلاف الجوى تتعايش الكائنات الحية الحيوانية والنباتية والإنسان، وجميعها تتكيف مع البيئة الهوائية. وتكمن أهمية الغلاف الحيوى بالتفاعلات البيولوجية التى تحدث فيه، وأيضاً تأثير الكائنات الحية على صخور القشرة الأرضية.
تهتم الجغرافية الحيوية بدراسة العلاقة المتبادلة بين مجموعة الأغلفة الأساسية المكونة لكوكب الأرض وهى : الغلاف الصخرى والغلاف المائى والغلاف الجوى. وينتج عن تفاعل هذه الأغلفة تشكيل الغلاف الحيوى Bio-Sphere. ويتضمن الغلاف الحيوى جميع الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وفطريات، وهو ليس غلافاً مستقلاً وإنما متداخلاً مع الأغلفة الثلاثة السابقة .
كما يُعرف الغلاف الحيوى بأنه " النطاق السطحى من الأرض (سواء يابس أو ماء)، والغلاف الجوى المتاخم لهذا النطاق السطحى الذى تعيش فيه الكائنات الحية.
ويرى البعض أن الغلاف الحيوى هو " قسم من القشرة الأرضية وغلافها الجوى الذي يقوم بتوفير الظروف الطبيعية الملائمة لظهور أى شكل من أشكال الحياة ". ولذلك نستبعد فى دراستنا للجغرافيا الحيوية المناطق المغطاة بصفة دائمة بالثلوج لأنها تفتقد مقومات الحياة وتختفى منها الأحياء.