ربما لا يعرف الناس من قائل العبارة أو متى قيلت وما مناسبتها ..
وربما لا يخطر ببالهم من منصور هذا الذى يخاطب بهذه العبارة الحزينة ..؟
كان عصر الحاجب المنصور بن أبى عامر من سنة 369-392هجرية، هو العصر الذهبى للأندلس، حيث بلغت دولة الإسلام فى الأندلس أوج قوتها وأقصى إتساعها ..
وكان المنصور شغوفاً بالجهاد فى سبيل الله، لا ينقطع عنه صيفاً ولا شتاءً،وقد انزوى الصليبيون فى عهده فى أقصى شمال الأندلس وأقصى أمانيهم أن يكف المنصور عن غزو بلادهم ..
وذات مرة خرج للجهاد فى سبيل الله،وبعد أن حقق النصر كعادته على الإسبان، عاد إلى قرطبة ووافق رجوعه صلاة عـيد الأضحى والناس فى المصلى يكبرون ويهللون..
وقبل أن ينزل من على صهوة جواده، اعترضت طريقه امرأة عجوز، وقالت له بقلب متفطر باكى:
يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا ..!
قال المنصور: وما ذاك؟
قالت:ولدى أسير عند الصليبيين فى حصن رباح ..
فإذا بالبطل العظيم الذى لم ينزل بعد من على ظهر جواده، والذى يعلم قدر المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه أمة الإسلام، والذب عن حياض الأمة والدين، إذا به يلوى عنق فرسه مباشرة وينادى فى جيشه ألا ينزل أحد من على فرسه ثم ينطلق متوجها إلى حصن رباح ويظل يجاهدهم حتى يجبرهم على إطلاق سراح أسرى المسلمين عندهم ومنهم ولد العجوز ..
والناظر إلى هذا الموقف، والعبارة التى أطلقتها العجوز يجد أن تنطبق على واقع أمتنا الإسلامية الأن، فالناس من حولنا من شتى الأجناس والملل والنحل، ينعمون ويفرحون وعلى أشلاء أمتنا يرقصون، أمتنا التى سرقت من على شفاه أطفالها البسمة والسرور والفرح ..
(( فلسان حال أمتنا الأن: كل الناس مسرور إلا أنا،، ))