.:::.
احد جبابرة العرب وساستها وموطد ملك بني امية واحد البلغاء والخطباء المصاقع ..
ولد سنة41 هـ .. وشب في خلافة معاوية وخدم كذالك بولاية عبدالملك بن مروان وابنه الوليد ..
وكان ملكه مابين الشام والصين مات سنة 95هـ في واسط بالعراق ..
نشأ في الطائف ..
وتعلم القرآن والحديث والفصاحة ..
ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث .. ويفقههم في الدين ..
كان آية في البلاغة وفصاحة اللسان وقوة الحجة وشجاعا وداهية وعنيفا يقول الاصمعي :
( اربعة لم يلحنوا في جد او هزل " صاحبنا "و_الشعبي_ وعبدالملك بن مروان _ وابن قرية )
ومن ماثره اهتمامه بالقران ووضع النقط والشكل للمصحف
ونسخه عدة مصاحف من مصاحف سيدنا عثمان ابن عفان وارسالها الى بقية الامصار ..
غير ان الذي سمع اسمه يرتبط بتوليه امارة العراق ..
فعندما دخل المسجد معتما بعمامته وقد غطى بها اكثر وجه متقلدا سيفه متنكبا قوسا يؤم المنبر ..
فمكث ساعة لا يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح الله بني امية ..
لم يجدوا لنا غير هذا على العراق فلما راى عيون الناس اليه نهض وقال :
انا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى اضع العمامة تعرفوني
إنه ( الحجــاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي ) يكنى بأبو محمد ..
ولد في منازل ثقيف بمدينة الطائف , وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج .
وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد .
ربما تكون فيه شدة وظلم ولكنها كانت لحفظ دولة وملك ..
ولو قارنا ما يفعل الآن من شدة والضرب بقوة على يد كل من يحاول العبث في أمن أي بلد ..
مع ما فعله الحجاج لرجحة كفة الرحمة لدى الحجاج ..
وعند وفاته قال وهو ينظر في وجوه من حوله:
اللهم إن هؤلاء يزعمون أنك لن تغفر لي ،، اللهم فاخذلهم وأغفر لي ..
فقال أحد التابعين ( أخشى أن يحاجنا بها عند الله )
مات الحجاج ليلة الواحد والعشرين من رمضان عام 95هـ .
وقيل أن موت الحجاج كان بالنقرس، و قبلها مرض مرضاً شديداً ..
ترك الحجاج وصيته .. و فيها قال:
( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا و عليها يموت وعليها يبعث .. الخ )
و تمثل عند احتضاره بهذين البيتين:
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا * أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء؟ ويحهم * ما ظنهم بعظيم العفو غفار
ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب ؟
فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع .
.:::.